يعد مشروع مصنع إعادة تدوير مخلفات الزنك في المملكة العربية السعودية من المشاريع الصناعية الحيوية . التي تجمع بين الجدوى الاقتصادية والاستدامة البيئية . حيث يهدف إلى استغلال المخلفات الناتجة عن عمليات الجلفنة والصناعات المعدنية وتحويلها إلى منتجات زنكية عالية الجودة تستخدم في قطاعات استراتيجية مثل البناء، والسيارات، والطاقة، والصناعات التحويلية. ويعتمد المصنع على تقنيات حديثة متقدمة تضمن كفاءة تشغيلية عالية مع خفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات، بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 الداعية إلى تعزيز الاقتصاد الدائري وتنمية الصناعات التحويلية.
يمتد المشروع على مساحة إنتاجية مدروسة تتيح تطبيق منظومة متكاملة لإعادة التدوير تشمل فرز المخلفات . ومعالجتها كيميائيًا وحراريًا، واستخلاص الزنك النقي وإعادة صهره لإنتاج مواد أولية تدخل في خطوط تصنيع متعددة. كما يساهم المصنع في سد فجوة السوق المحلي من خلال تقليل الاعتماد على واردات الزنك الخام، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني في هذا المجال الحيوي، مع دعم استقرار سلاسل التوريد المحلية.
أهمية مشروع إعادة تدوير مخلفات الزنك في دعم الاقتصاد الوطني
يمثل مشروع إعادة تدوير مخلفات الزنك في المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية لتعزيز التنافسية الصناعية . وتحقيق التنمية المستدامة، إذ يسهم في تحويل المخلفات الصناعية إلى ثروة اقتصادية تسهم في دعم الناتج المحلي الإجمالي. ومن خلال الاعتماد على التقنيات البيئية الحديثة، يعمل المشروع على تقليل كمية النفايات المتجهة إلى المدافن، ويحولها إلى مواد أولية تدخل في خطوط الإنتاج لمختلف الصناعات التحويلية، مما يحقق توازنًا بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
كذلك، يعد المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الزنكية التي كانت تستورد سابقًا بتكاليف مرتفعة . مما ينعكس إيجابًا على الميزان التجاري الوطني ويعزز استقرار الأسعار في الأسواق المحلية. كما يفتح المشروع آفاقًا واسعة أمام الاستثمار الصناعي والبحث التقني لتطوير حلول مبتكرة في مجال إعادة التدوير والمعالجة البيئية. إضافةً إلى ذلك، فإن الأثر الإيجابي للمشروع يمتد إلى تمكين الشباب السعودي وتأهيلهم للعمل في قطاعات صناعية متقدمة . ما يرسخ دوره كمصدر مستدام لخلق فرص العمل وتحقيق رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد متنوع ومستدام
