تحدث معنا عبر الواتس اب

الاستثمار في منطقة عسير: أرض الفرص المتنوعة في قلب الجنوب السعودي

تُعد منطقة عسير واحدة من أكثر المناطق تنوعًا في المملكة العربية السعودية، سواء من حيث الجغرافيا أو المناخ أو الموارد الطبيعية، مما يمنحها إمكانيات استثمارية واسعة النطاق في عدد من القطاعات الحيوية. تقع عسير في الجنوب الغربي من المملكة، وتتميز بتضاريسها الجبلية الفريدة، ومناخها المعتدل، وثرائها بالتراث والثقافة. كما أنها تمثل أحد المحاور الأساسية ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في جميع مناطق المملكة.

الرؤية الاستراتيجية لتطوير عسير

أطلقت الحكومة السعودية عام 2021 استراتيجية شاملة لتطوير منطقة عسير، تحت عنوان “قمم وشيم”، بإشراف الهيئة العليا لتطوير منطقة عسير. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحويل عسير إلى وجهة سياحية واستثمارية عالمية، وذلك من خلال ضخ استثمارات تتجاوز 50 مليار ريال سعودي. وتشمل هذه الاستثمارات تطوير البنية التحتية، وتحفيز قطاعات السياحة، والزراعة، والصناعة، والطاقة المتجددة.

علاوة على ذلك، تستهدف الخطة جذب ما يزيد عن 10 ملايين زائر سنويًا بحلول عام 2030، كما تهدف إلى خلق ما يقارب 94,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتحقيق إيرادات سنوية تتجاوز 25 مليار ريال.

مزايا الموقع والموارد الطبيعية

تمتاز عسير بموقعها الجغرافي المميز الذي يربط بين السهل الساحلي والتضاريس الجبلية، مما يخلق تنوعًا بيئيًا نادرًا في المملكة. كما تحتوي المنطقة على أكثر من 4,000 قرية تراثية، وسلاسل جبلية تمتد إلى أعالي السودة، وهي الأعلى في المملكة. كذلك، تحظى المنطقة بمناخ معتدل صيفًا، ما يجعلها مقصدًا سياحيًا فريدًا طوال العام.

وتوفر عسير موارد طبيعية واعدة، تشمل الأراضي الزراعية الخصبة، والمياه الجوفية، والمواد الخام الصناعية مثل الجبس والرخام، إضافة إلى إمكانيات كبيرة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

أبرز القطاعات الاستثمارية في عسير

1. السياحة والضيافة

يُعد القطاع السياحي في عسير من أكثر القطاعات الواعدة. إذ تستند الخطط التنموية إلى تطوير وجهات سياحية متكاملة مثل مشروع “قمم السودة” (Soudah Peaks)، وهو مشروع فاخر يهدف إلى جذب أكثر من مليوني زائر سنويًا بحلول عام 2033، ويُقام على أعلى قمة جبلية في المملكة. كما يتم العمل على تطوير منتجعات جبلية، وفنادق بيئية، ومناطق ترفيهية عائلية.

كذلك، يشهد مطار أبها الدولي مشروع توسعة طموح يهدف إلى رفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 10 ملايين مسافر سنويًا. وهذا من شأنه دعم النشاط السياحي والتجاري بشكل مباشر.

ومن ضمن المشروعات الترفيهية الكبرى أيضًا، مجمع “Seven” الترفيهي، الذي تم الإعلان عنه ضمن استثمارات تصل إلى 28 مليار ريال. كما يجري تطوير مجمع “The Point” التجاري والسياحي متعدد الاستخدامات، والذي سيضم أكثر من 150 متجرًا ومطاعم وفندقًا، ويُتوقع افتتاحه على مراحل تبدأ من 2026.

2. الزراعة والصناعات الغذائية

تعد منطقة عسير من أهم المناطق الزراعية في المملكة، بفضل مناخها المعتدل وتربتها الخصبة. وتشتهر بإنتاج البن العربي في محافظة الداير، إضافة إلى زراعة المحاصيل الموسمية مثل الذرة والفواكه والخضروات.

علاوة على ذلك، تسعى الدولة إلى دعم الصناعات التحويلية الغذائية في عسير من خلال تشجيع إنشاء مصانع لتجفيف وتغليف المنتجات الزراعية، وإنتاج العصائر، وتعبئة العسل الطبيعي، مما يفتح المجال أمام المستثمرين المحليين والدوليين لإنشاء مشاريع ذات قيمة مضافة عالية.

كما يعتبر قطاع النحل وإنتاج العسل من القطاعات المتخصصة التي تمتاز بها عسير، حيث يوجد أكثر من 2,000 نحال مسجل، وتنتج المنطقة كميات كبيرة من العسل الطبيعي المميز بجودته العالية.

3. الصناعة والتعدين

تتوفر في عسير فرص كبيرة للاستثمار في قطاع التعدين والصناعات المرتبطة به، خصوصًا مع إعلان وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن منح رخص استكشاف لعدة شركات وطنية ودولية للتنقيب عن الذهب والنحاس والزنك والفلسبار.

كذلك، تضم المنطقة احتياطات كبيرة من الجبس والحجر الجيري، مما يجعلها مناسبة لإقامة مصانع لإنتاج الأسمنت ومواد البناء. كما تمثل الصناعات الصغيرة والمتوسطة فرصة كبيرة في المناطق الصناعية التي يتم تجهيزها حاليًا ببنية تحتية متكاملة.

4. الطاقة المتجددة

بفضل سطوع الشمس المرتفع في عسير لأغلب شهور السنة، فإن المنطقة تمثل موقعًا مثاليًا لمشروعات الطاقة الشمسية. وتدعم الحكومة هذا التوجه من خلال طرح فرص استثمارية لإقامة محطات شمسية صغيرة ومتوسطة لتوليد الكهرباء. كما يُمكن الاستفادة من الرياح في المرتفعات لإنتاج طاقة نظيفة.

كذلك، توجد إمكانية للاستثمار في مشروعات كفاءة الطاقة وتحلية المياه بالطاقة المتجددة، وهو قطاع يتماشى مع التوجه العالمي نحو الاستدامة البيئية.

الحوافز والتسهيلات الاستثمارية

قدمت الحكومة السعودية حزمة من التسهيلات لتحفيز الاستثمار في منطقة عسير، منها:

  • ملكية أجنبية بنسبة 100% للمشاريع الصناعية والخدمية.
  • تسهيلات في تخصيص الأراضي الصناعية والزراعية من خلال مكتب “قمم السارة” الاستثماري.
  • تمويل حكومي منخفض الفائدة عبر صناديق التنمية مثل صندوق التنمية الزراعية وصندوق التنمية السياحية.
  • إعفاءات ضريبية وجمركية على المواد الخام والمعدات للمشروعات الجديدة.
  • تبسيط الإجراءات الحكومية من خلال منصة “استثمر في السعودية”، وتقليل زمن إصدار التراخيص.

كذلك، تعمل الجهات الحكومية في عسير على تسهيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوفير بنية تحتية رقمية وتقنية متقدمة، بما يشمل خدمات الجيل الخامس (5G) وتوسيع خدمات الحكومة الرقمية.

التحديات والاعتبارات

رغم كل هذه المميزات، إلا أن هناك بعض التحديات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار:

  • فترة استرداد رأس المال في المشاريع السياحية قد تكون أطول من المتوقع، نظرًا لطبيعة القطاع الموسمي.
  • قلة الكفاءات المتخصصة في بعض القطاعات كالصناعات الدقيقة والطاقة المتجددة، ما يستلزم الاستثمار في التدريب والتأهيل.
  • ضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية والثقافة المحلية بالتوازي مع التوسع العمراني.
  • ضعف البنية التحتية في بعض القرى الجبلية قد يؤثر على سرعة تنفيذ بعض المشاريع، ما يتطلب استثمارات مبدئية في الطرق والمرافق.

توصيات للمستثمرين

  1. دراسة الفرص السياحية الجبلية في السودة والنماص وبللسمر، والتركيز على نمط السياحة البيئية والفاخرة.
  2. الدخول في مشاريع الصناعات الغذائية التحويلية المرتبطة بالقهوة والعسل والفواكه المحلية.
  3. استكشاف قطاع التعدين والمعادن الصناعية، مع التركيز على المواد التي تدخل في صناعة مواد البناء.
  4. الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة، بما يتماشى مع سياسات المملكة البيئية.
  5. عقد شراكات مع جامعات المنطقة ومراكز البحوث لتطوير حلول مبتكرة وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية.

دور شركة بداية لدراسات الجدوى في دعم الاستثمار في عسير

تعد شركة بداية لدراسات الجدوى شريكًا استراتيجيًا موثوقًا للمستثمرين الراغبين في دخول سوق عسير الواعد، حيث تقدم خدمات متكاملة تشمل إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية، والتحليل المالي والفني، ودراسات السوق المستهدفة بدقة عالية. كما تساعد الشركة المستثمرين في تحديد أفضل الفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة مثل السياحة والزراعة والطاقة المتجددة، علاوة على تقديم الاستشارات التنظيمية وتسهيل إجراءات التراخيص والتواصل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة. وبخبرتها المحلية وإلمامها بالبيئة الاقتصادية والتنظيمية للمنطقة، تسهم “بداية” في تحويل الأفكار الاستثمارية إلى مشاريع ناجحة ومستدامة تتماشى مع رؤية السعودية 2030.

للمزيد، يمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة:او عن طريق 2001004207097+

البحث السريع