تحدث معنا عبر الواتس اب

فرص استثمار الهيدروجين الأخضر في عُمان: تحليل شامل

ما هو الهيدروجين الأخضر ولماذا تحظى به عمان بالأولوية؟

الهيدروجين الأخضر هو وقود نظيف يتم إنتاجه من خلال عملية تحليل الماء كهربائيًا باستخدام طاقة متجددة من الشمس أو الرياح، دون أي انبعاثات كربونية. ويُعد هذا الوقود أحد أهم محركات التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. كما أنه يمثل مستقبلًا واعدًا للدول التي تمتلك إمكانيات عالية لإنتاج الطاقة المتجددة، مثل سلطنة عُمان.

عمان بدورها وضعت خطة وطنية طموحة في هذا المجال، وأطلقت مبادرة Hydrom لتنظيم القطاع وتشجيع الاستثمارات. علاوة على ذلك، فإنها تستهدف من خلال هذه المبادرة تنويع مصادر دخلها الوطني وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، مع تعزيز دورها في سلاسل التوريد العالمية للطاقة النظيفة.

ما هي الأهداف الكمية التي وضعتها عمان لإنتاج الهيدروجين الأخضر؟

تعد الأهداف العُمانية من بين الأكبر في المنطقة. فقد أعلنت السلطنة أنها تستهدف بحلول عام 2030 إنتاج ما بين 1.0 إلى 1.25 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، مع تركيب طاقة تحليل كهربائي تصل إلى 8–10 غيغاواط، وطاقة متجددة من الشمس والرياح تصل إلى نحو 16–20 غيغاواط.

كما تسعى السلطنة إلى رفع هذه القدرة بشكل تدريجي؛ فبحلول عام 2040 تستهدف إنتاج 3.25 إلى 3.75 مليون طن سنويًا، مع قدرة تحليل كهربائي بين 35–40 غيغاواط، وطاقة متجددة تتراوح بين 65–75 غيغاواط. علاوة على ذلك، فإن الهدف البعيد لعام 2050 هو الوصول إلى إنتاج 7.5 إلى 8.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، اعتمادًا على قدرة تحليل كهربائي تصل إلى 95–100 غيغاواط وطاقة متجددة تقدر بحوالي 175–185 غيغاواط.

هذه الأرقام الكبيرة توضح أن عمان لا تتعامل مع هذا الملف كمجرد فرصة تجريبية، بل كرؤية استراتيجية طويلة المدى.

ما حجم الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف؟

بحسب التقديرات الرسمية، فإن إجمالي الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الطموحات يقدر بحوالي 140 مليار دولار أمريكي حتى عام 2050. وتشمل هذه الاستثمارات بناء محطات الطاقة الشمسية والرياح، ومحطات التحليل الكهربائي، والبنية التحتية الداعمة، إضافة إلى مرافق التحويل والتخزين والنقل.

كذلك، شهدت السلطنة خلال العامين الأخيرين توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية الضخمة في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، تم توقيع عقود بقيمة 11 مليار دولار ضمن الجولة الثانية من عطاءات Hydrom، مما سيرفع الإنتاج المستهدف بحلول عام 2030 إلى نحو 1.38 مليون طن سنويًا. علاوة على ذلك، تم توقيع اتفاقيات بقيمة 10 مليارات دولار لتنفيذ مشروعين في محافظة الوسطى، لإنتاج 250 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر باستخدام طاقة متجددة قدرها 6.5 غيغاواط.

أين ستقام مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان؟

تم تخصيص نحو 50,000 كيلومتر مربع من الأراضي في مناطق استراتيجية مثل الدقم، الجزيرة، وظفار، حيثما تتوافر بنية تحتية صناعية ملائمة وموارد طبيعية ممتازة. هذه المناطق تمتاز بمعدلات إشعاع شمسي مرتفعة وسرعات رياح مناسبة لإنتاج طاقة متجددة مستدامة.

وفي جولة العطاءات الأخيرة، تم تخصيص أراضٍ في ظفار بمساحة تقارب 682 كيلومتر مربع، حيث تبلغ سرعة الرياح من 6.8 إلى 8.3 متر في الثانية، ويصل الإشعاع الشمسي إلى 2410 واط/م²، وهي ظروف مناخية مثالية لإنتاج طاقة متجددة على مدار العام.

هل ستكون تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في عمان تنافسية عالميًا؟

تشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الهيدروجين الأخضر في عمان قد تنخفض إلى نحو 1.60 دولار أمريكي بحلول عام 2030، وهو رقم تنافسي عالميًا. ويتوقع أن يتحقق هذا الانخفاض بفضل وفرة مصادر الطاقة المتجددة وانخفاض تكاليف إنتاجها في السلطنة، إضافة إلى انخفاض أسعار وحدات التحليل الكهربائي مع التوسع في الإنتاج.

كما أن قرب عمان من الأسواق الأوروبية والآسيوية الكبرى، وتوفر موانئ استراتيجية مثل الدقم وصلالة، يجعل تكلفة النقل والتصدير منخفضة نسبيًا، مما يعزز من القدرة التنافسية للمشاريع العُمانية في السوق العالمي.

ما هي أبرز الفرص الاستثمارية الحالية في القطاع؟

يمكن تقسيم الفرص الاستثمارية إلى خمسة مسارات رئيسية:

  1. مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر: حيث تتاح الفرصة للمستثمرين المحليين والدوليين للمشاركة في مشاريع ضخمة لإنتاج مئات الآلاف من الأطنان سنويًا.
  2. مشاريع تحويل الهيدروجين إلى أمونيا خضراء: تستخدم الأمونيا كوسيلة سهلة وآمنة لنقل الهيدروجين، كما أنها سلعة مطلوبة في الأسواق العالمية.
  3. تصنيع مكونات سلسلة التوريد محليًا: مثل وحدات التحليل الكهربائي والمعدات المرتبطة بها، وهو ما يخلق قيمة مضافة وفرص عمل محلية.
  4. الاستثمار في الموانئ والبنية التحتية: لتسهيل عمليات التخزين والشحن والتصدير، خاصة عبر موانئ الدقم وصلالة.
  5. الخدمات المساندة: مثل الصيانة، المراقبة البيئية، تحليل البيانات، والاستشارات الفنية، وهي مجالات تحتاجها المشاريع الكبرى بشكل دائم.

ما التحديات التي يجب على المستثمرين الانتباه لها؟

رغم الإمكانيات الكبيرة، إلا أن هناك عدة تحديات يجب التعامل معها بذكاء. من أبرزها:

  • ارتفاع تكلفة وحدات التحليل الكهربائي في الوقت الحالي.
  • بُعد عمان الجغرافي عن بعض الأسواق المستهلكة، مما يفرض تكاليف نقل إضافية.
  • الحاجة إلى تأمين إمدادات المياه اللازمة للعملية الإنتاجية.
  • المخاطر البيئية والمناخية مثل العواصف الرملية ودرجات الحرارة المرتفعة.
  • المنافسة الإقليمية من دول مجاورة لديها مشاريع مشابهة.

مع ذلك، فإن وجود دعم حكومي قوي ووضوح في الرؤية الوطنية يجعل هذه التحديات قابلة للإدارة من خلال استراتيجيات مدروسة.

ما المزايا التنافسية التي تجعل عمان وجهة جذابة للاستثمار في الهيدروجين الأخضر؟

تمتلك السلطنة عددًا من المزايا الفريدة التي تعزز جاذبيتها، ومنها:

  • توفر أراضٍ شاسعة بتكلفة منخفضة.
  • موارد طبيعية قوية لإنتاج الطاقة المتجددة من الشمس والرياح.
  • التزام حكومي جاد من خلال هيئة Hydrom وتخصيص أراضٍ واضحة للمشاريع.
  • موقع جغرافي متميز قريب من أوروبا وآسيا.
  • وجود موانئ متطورة يمكن استخدامها لتسهيل عمليات التصدير.
  • توفر بنية تحتية صناعية داعمة، مما يقلل من تكاليف الاستثمار.

كما ينبغي التركيز على الشراكات الدولية، إذ يمكن للمستثمرين المحليين الاستفادة من الخبرات الأجنبية في التكنولوجيا والتمويل.

ما هي فائدة دراسات الجدوى؟ ما الذي يجب أن تُركّز عليه؟

  • تحليل السوق: تحديد من هم المشترين المحتملين (أسواق أمونيا / أسواق وقود / صناعات كيميائية)، وأسعار البيع المحتملة وخيارات النقل.
  • تحليل التكلفة الاستثمارية: تكلفة الأراضي، الطاقة المتجددة، électrolysers، مرافق الأمونيا، البُنى التحتية للنقل والتصدير.
  • المخاطر والمكافآت: دراسة سيناريوهات سعر الكربون، دعم حكومي، السياسات الضريبية، الاتفاقيات الدولية.
  • الاستدامة المالية: العوائد المتوقعة، فترة الاسترداد، متطلبات التمويل، وكذلك الاحتياجات التشغيلية.
  • الجوانب البيئية والتنظيمية: التأثير البيئي، الموافقات، السياسات المحلية والدولية، والحوافز التي تقدمها الحكومة أو الشركاء الدوليون.

للحصول علي افضل الفرص الاستثماريه عليك التواصل معنا علي 2001004207097+

البحث السريع